الثقة بالنفس أمر هام جداً، فهي السبيل إلى أن يؤدي الإنسان ما يقع على كاهله من مسؤوليات ومن واجبات وهي السبيل التي يمكن بها أن يواجه الإنسان أي موقف يتعرض له مهما كان هذا الموقف صعباً وهي السبيل إلى تحقيق الإنسان لطموحاته وأحلامه وهي السبيل إلى رفعة مكانته بين الناس فالناس يحبون الإنسان الواثق بنفسه وليس الإنسان الذي يحتاج إلى الآخرين في كل صغيرة وكبيرة يقوم بها من أعمال، فهذه الشخصية تسبب حملاً ثقيلاً يثقل كاهل من حوله من الناس، فهو إنسان غير قادر على القيام بأبسط الأعمال أو أبسط الأمور التي تطلب منه ويتوجب عليه أن يقوم بها ، ومن هنا برزت وبشدة أهمية الثقة بالنفس كأمر هام يساعد الإنسان على القيام بكل ما سبق ويساعد الإنسان على تحقيق التوازن لنفسه ولشخصيته بشكل كبير جداً ودون أدنى تردد أو خوف أو رهبة من أي أمر من الأمور.
حتى يثق الإنسان بنفسه يتوجب عليه أن يستمع إلى صوت نفسه أولاً وأن لا يصغ إلى تهكمات الآخرين و سخريتهم منه، فهذه السخرية قد يكون مآلها سيئاً جداً على الشخص خاصة و إن استمع الإنسان و آمن بأنه ليس الإنسان المناسب للقيام بعمل معين. إلى ذلك يتوجب على الإنسان أن يتسلح بالعلم و الثقافة و المعرفة، فالعلم و الثقافة هما من أهم الأمور اللذان يزيدان من ثقة الإنسان بنفسه ولنا أن نتخيل إنساناً جاهلاً بالطب – على سبيل المثال – وطبيب عالم، فمن منهما سيكون واثقاً بنفسه أكثر عند الحديث عن الأمراض القلبية ؟
إلى جانب ذلك فيجب على الإنسان أن يتعامل ويختلط بكافة أصناف الناس وأنواعهم وثقافاتهم، فهذا الاختلاط من شأنه أن يدعم شخصية الإنسان ويرفدها بالخبرة العملية اللازمة التي تساعده على مواجهة أي موقف بكل ثقة وجرأة ودون خوف او تردد. وإن كان الشخص يهاب الناس ويهاب الحديث معهم فليبدأ بالمقربين منه، كالأصدقاء والعائلة ولا مانع من أن يحضر الكلام الذي سيقوله مسبقاً وشيئاً فشيئاً سيجد نفسه إنساناً جديداً قادراً على الحديث مع أي شخص آخر وأي فرد مهما كان. وأخيراً يتوجب على الإنسان أن يبعد كافة الأفكار السلبية عن رأسه وأن لا يسمح لها بالدخول فهي تدمر الإنسان وتضعف الشخصية وتعزل الفرد وتجعله شخصاً غريباً متقوقعاً على نفسه وعلى ذاته وحده، لذا توجب على الإنسان أن يكون قادراً على غربلة أفكاره والتحكم بها بأكبر قدر ممكن.
المقالات المتعلقة بكيف أستطيع أن أثق بنفسي